([2])
هذه هي مسيحية بولس كما شرحها في رسائله التي بلغت أربع عشرة رسالة أو
سفرا من بين سبع وعشرين سفرا هي مجموع أسفار كتاب المسيحيين المقدس المعروف
بالعهد الجديد . واشتهر بولس بلقب الرسول وهو اللقب الذي يطلقه المسيحيون
أيضا على تلاميذ المسيح الإثني عشر الذين ينسب إليه اختيارهم . وبولس هذا
ليس من تلاميذ المسيح بل ولم يشاهده ولم يتلق منه حرفا واحدا من الإنجيل بل
كان مضطهدا لأتباعه . وهو الذي تزخر رسائله بما يخلف تعاليم المسيح عليه
السلام والنبيين من قبله وهو الذي نقض الوصايا والناموس أو الشريعة وأحل
أتباع المسيح من التكاليف والأعمال وقال أن الإنسان لا يتبرر بالأعمال أو
بحفظ الناموس ولكن بالإيمان : بيسوع ابن الله الوحيد المصلوب . وقال إنه لم
يزمع أن يعرف شيئا إلا المسيح وإياه مطلوبا . وهو الذي ادعى افتراء وكذبا
رؤية المسيح بعد رفعه وأنه اختاره وأرسله إلى الأمميين . وأن الله أفرزه (
أي اختاره ) وهو لم يزل جنينا في بطن أمه ؟! كما تزخر رسائل بولس بالعقائد
والتعاليم الوثنية وبالنفاق والاضطراب والتذبذب . وقد وصفه أحد تلاميذ
المسيح عليه السلام في إحدى أسفار العهد الجديد بالهذيان وبأن قراءاته
الكثيرة في كتب الفلاسفة وأساطير الأولين قد أفسدت عقله . إن ملايين
المسيحيين يقدسون بولس ويقدمونه حتى على المسيح نفسه ، سيد بولس ومولاه
وربه في زعمه . وقد حذر المسيح من أنبياء كذبة ورسل كذبة وقال : " فمن نقض
إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى " أصغر " في ملكوت السموات "
( متى 5 : 18 ) . وهذا هو عين ما فعله بولس فهو الأولى بذلك اللقب كما قال
سيده . فلا شك أن بولس هو " الأصغر " في ملكوت الله وهو " الرسول الكذاب "
وهو " ضد المسيح " . ولا شك أن بولس هو مبدل دين المسيح وليس أعظم من بشر
به كما يعتقد أكثر المسيحيون المضللون . راجع تعليقنا على كتاب " الخمر بين
المسيحية والإسلام " تأليف أحمد ديدات والمركز العالمي للدعوة الإسلامية
بجمهورية جنوب إفريقية ( ص 12 – 14 ) بالهامش وقد قمت بترجمته والتعليق
عليه وصدر عن دار المختار الإسلامي ضمن سلسلة " مكتبة ديدات " . وانظر كتاب
" حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر " للأستاذ اللواء المهندس أحمد عبد
الوهاب . نشر مكتبة وهبة بالقاهرة . ( المترجم )
([3])
كما هو حال اليهود الذين يبالغون في التقيد الشديد بالأشكال الخارجية في
الدين وبالطقوس الدينية وميلهم إلى الإتباع الحرفي للشريعة مع تجاهلهم
لقصدها ومعناها الحقيقي وتنافيها مع الإيمان الصحيح . راجع ص 188 من كتاب "
المسيح في الإسلام " تأليف أحمد ديدات . وقد قمت بترجمته والتعليق عليه
وصدر عن دار المختار الإسلامي ضمن سلسلة ( مكتبة ديدات ) ( المترجم )
([4]) الكهف : 107
([5])
" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ
يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُـنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ " ( الاخلاص : 1 – 4 )
([6])
إن الأساس الأول الذي بني عليه الإسلام هو " شهادة أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله " . كما جاء في الحديث المشهور " بني الإسلام على خمس ...
إلخ " . ( المترجم )
([7]) ( الفرد ) : المتفرد المتوحد . ( المعجم الوسيط )
([8])
( القيّم ) : أمر قيّم : مستقيم . والأمة القيّمة : المستقيمة المعتدلة .
وفي التنزيل العزيز : " وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ " ( البينة : 5 ) (
المعجم الوسيط ) .
([9]) " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " ( من الآية 11 من سورة الشورى )
([10]) ( جبر ) : العظم الكسير جبرا وجبورا وجبارة : أصلحه . ( المعجم الوسيط ) .
([11]) ( النسم ) : ( جمع واحدة ( النسمة ) : ( وهي ) كل كائن حي فيه روح . ( المعجم الوسيط )
([12])
" خلق الموت والحياة " : إن الموت في هذا الموضع مقدم على الحياة . كما
أنه مخلوق . ولذلك فهو ليس مجرد حالة سلبية . ( المؤلف )
([13])
أورد المؤلف هنا الآية الثانية فقط من سورة الملك ولزيادة الإيضاح وفهم
السياق رأينا إيراد الآية الأولى أيضا . لذا لزم التنويه . ( المترجم )
([14])
يقول الله تبارك وتعالى : " وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ
وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ " . ( النساء : 6 )
ويقول
الله سبحانه وتعالى : " وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا
تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى " ( من الآية 8 من سورة
المائدة ) .
([15]) يقول الله تبارك وتعالى : " وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ " ( مـن الآية 7 مـن سورة الحديد ) .
([16])
لا جبرية في الإسلام وإنما هو القدر . فأحد أركان الإيمان أن تؤمن بالقدر
خيره وشره . فالإنسان ليس مسيرا على الإطلاق ولا مخيرا على الإطلاق وإنما
هو " ميسر لما خلق له " . ولمن أراد الاستزادة في هذه المسألة الخطيرة
فليرجع إلى كتاب " شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل "
لابن قيم الجوزية . ( المترجم )
([17])
ربما يقصد هنا الحياة البرزخية التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله
تبارك وتعالى : " وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " (
من الآية 100 من سورة المؤمنين ) . قال خالد الزعفراني في مصحف القادسية
المفسر مختصر تفسير الطبري : " ( برزخ ) حاجز : وهي الفترة بين البعث
والموت " .
وقال
تبارك وتعالى عن فرعون وأهل طاعته : " النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا
غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ
فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ " ( غافر : 46 ) . وجاء في الحديث أن "
القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار " . مما يدل على أن الموتى
ينعمون أو يعذبون في قبورهم في هذه الحياة البرزخية إلى يوم البعث وهو يوم
القيامة حيث يبعثهم الله تبارك وتعالى . ويخلد المبعثون إذ لا موت " إِلَّا
الْمَوْتَةَ الْأُولَى " فريق في الجنة وفريق في السعير . ( المترجم )
([18])
يقول تبارك وتعالى : " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ،
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ " ( الزلزلة : 7 ، 8 )
([19])
وذلك بواسطة الملائكة الحفظة الكرام الذين أشار إليهم القرآن الكريم بقوله
تبارك وتعالى : " وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ، كِرَاماً كَاتِبِينَ ،
يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ " ( الانفطار : 10 – 12 ) وقوله سبحانه
وتعالى " بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ " ( الزخرف : 80 )
وقوله تبارك وتعالى " قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا
يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ " ( يونس : 21 )
وقوله
تعالى : " وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً ،
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً " (
الإسراء : 13 ، 14 )
([20])
إن عذاب جهنم مادي ومعنوي أيضا . فالبعث والحشر بالجسد والروح . ومما يدل
على أن عذاب جهنم مادي قول الله تبارك وتعالى : " إِنَّ لَدَيْنَا
أَنْكَالاً وَجَحِيماً ، وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً " (
المزمل : 12 ، 13 ) وقوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا
سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ
جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً
حَكِيماً " ( النساء : 56 ) وقال تعالى : " كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ
لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ " ( العلق :
15 ، 16 ) وقال تبارك وتعالى : " وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ
أَمْعَاءَهُمْ " ( من الخامسة عشرة من سورة محمد ) وقال سبحانه وتعالى "
فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ، فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ،
هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ " ( الواقعة : 54 – 56 ) وقال تعالى : "
إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ ، طَعَامُ الْأَثِيمِ ، كَالْمُهْلِ يَغْلِي
فِي الْبُطُونِ ، كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ، خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى
سَوَاءِ الْجَحِيمِ ، ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ
الْحَمِيمِ ، ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ " ( الدخان : 43 –
49 ) وقال تعالى : " وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ " ( الحج : 21 ) .
كما أن عذاب جهنم قد يكون معنويا أيضا وهو ما يشير إليه قوله تعالى : "
كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا
وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ " ( الحج : 22 ) ( المترجم ) .
([21])
وهي التي ورد ذكرها في القرآن الكريم على لسان امرأة العزيز في قوله تعالى
: " وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ
إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ " ( يوسف : 53 )
([22])
وهي التي ورد ذكرها في القرآن الكريم حيث أقسم الله سبحانه وتعالى بها في
قوله تعالى : " لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلا أُقْسِمُ
بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ " ( القيامة : 1 ، 2 )
([23]) وهي التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ " ( الفجر : 27 )
([24])
يقول خالد الزعفراني في مصحف القادسية المفسر مختصر تفسير الطبري " (
ارجعي إلى ربك ) : تأمرها الملائكة عند البعث أن ترجع إلى جسد صاحبها (
راضية مرضية ) وعنى بـ " الرب " صاحبها " . ( المترجم )