مالمقابل لمابايعهم النبي
r: عليه؟إذًا بايعهم علي ستة أشياء ، وأعطاهم في مقابل هذا الجنة . لما واحد يؤمر بالمعروف وينهي عن المنكر هذا ، ممكن يتأذي ويضرب وممكن يقتل أيضًا ؟! نعم ، إذًا هذا شيء حاضر أنا الذي سأذوقه ، عندما يقول لي: السمع والطاعة هذا شيء حاضر أنا سأحمله أنا وسأذوقه ، لما يقول: النفقة هذا شيء أنا سأخرجه من جيبي ، يقول: تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم هذا إذا أنا سأقاتل ، كل هذا أشياء حاضرة وقال: لكم الجنة هذا غيب ، كيف أنا أضحي بأشياء أنا عايش فيها وأنا الذي سأذوق مرارتها ، وبعد ذلك تقول لي الجنة التي لا أعرف عنها حاجة إلا مجرد أنه ورد ذكرها في الكلام الذي أنت تقول أنه من عند الله سبحانه وتعالي ، هذا هو الإيمان لا لا ينبغي أن يوضع مع الإيمان سن قلم:لأن
في أشياء كثيرة ممكن يتخلص الإنسان منها لكن لم يضع الإيمان في الكفة ففشلت صفقته يشتغل مثلًا شغل محرم أو شيء ، وبعد ذلك نقول له: هذا حرام لا يجوز لك أن تظل في هذا العمل ، يقول: والله أنا سأظل فيه حتى أبحث عن عمل آخر ، أنت مكثت في المعصية ورزقك الله U ، هل تظن أن الله سبحانه وتعالي إذا أنت أضعته ضيعك ؟! ما الذي يجعلك تجبل ؟! ، لماذا لا تضع الإيمان ؟! ، يقول: أنا لو خرجت من الشغل الدنيا كلها فيها بطالة وفيها ناس لا يجدون شغل وإلي آخره ، فأنا لا أستطيع أن أضيع الأولاد ولا أضيع كذا ، لكن الذي أنت فيه محرم لو وضع الإيمان في الحسبة . فهنا جابر بن عبد الله النبي
r طلب منهم ستة مواثيق في مقابل الجنة التي هي غيب ,وافقوا طبعًا جميعًا ويقول جابر: (كنا نبايعه) فكان أصغر واحد في السبعين صحابي جليل اسمه أسعد بن زرارة كان أصغر واحد في هؤلاء أول ما جابر ومعه البقية السبعين قائمين يبايعوه ,قال جابر
:(فأخذ بيده أسعد بن زُرارة وهو أصغر السبعين) فقال: ( رويدًا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله وإن إخراجه اليوم أي مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وأن تعضكم السيوف فإما أنتم قومٌ تصبرون ,علي السيوف إذا مستكم وعلي قتل خياركم ، وعلي مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم علي الله ، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة أو جُبينة فذروه فهو أعذر لكم عند الله) كلام عاقل لكن لم يدخل فيه الإيمان , كما يقال: كلام منطقي أنتم الآن مجموعة من السبعين مجموعة من الغلمان آباؤكم يعارضونكم ، أعمامكم يعارضونكم ، أجدادكم يعارضونكم ، أخوالكم يعارضونكم ، جيرانكم يعارضونكم فأنتم أتيتم اليوم لكي تفدوا النبي r بإبائكم وأرواحكم لابد أن تعلموا الخطوة التي ستخطونها ، هل أنتم رجال فعلًا تتحملوا القضية كلها وتصبرون علي ما يصيبكم من أذي أم خائفين فترجعوا للوراء ؟! فقال لهم كلامًا صريحًا لكي يري القصة كيف تسير ، قال لهم: كون أنكم مع النبي
r هذه معناها أنكم ستفارقون العرب كافة ، هل أنتم علي استعداد أن تحاربوا العرب ؟! لو لم ندخل الإيمان سنقول: لا ، لا نستطيع طبعًا العرب أصحاب السطوة ، والمال ، والسيادة والسلاح وغير ذلك وكل القبائل التي بجوارهم ستسمع كلامهم ولا تسمع كلام هؤلاء الشباب ، ومعني ذلك أنكم ستدخلوا في حرب فتقتل أبوك أو أبوك يقتلك سنتفاني أيضًا و ستذوق عض السيوف ومرارة الضرب ، فإذا كنتم ستصبروا علي القصة هذه كلها والله قوموا وبايعوه وأجركم علي الله لن تستطيعوا أن تصبروا علي هذا الكلام ليس من الضروري هذه البيعة فهو أعذر لكم عند الله إن أنت تبايعه ثم تخون ,قالوا له جميعاً (نح عنا يدك يا أسعد بن زرارة,هذه بيعة والله لا نذروها ولا نستقيلها) لن نترك الموضوع نحن ما خرجنا من بيوتنا إلا ونحن نعلم الكلام الذي تقوله: (ستعضون السيوف ، سنفرق العرب) سنفعل كذا وكذا نحن علي استعداد أن نفعل كل هذا (فأمط عنك يدك يا أسعد بن زرارة فو الله ما نذر هذه البيعة ولا نستقيلها) .
يقول جابر
t:
(فقمنا إليه رجلًا رجلًا يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا علي ذلك الجنة) . إذًا هذا شأن الغرباء الأولين لأن كثير من الناس عنده حماسة ، ولكن لا يعرف حقيقة القضية هذه الفتن التي تحيط بالمسلمين ليست وليدة الساعة وليست جديدة ، ما من جيل من أجيال المسلمين في أي قرن من القرون الماضية إلا ومر بمثل هذا أو أشد . لكن المشكلة أن أكثر الناس لا يعلمون حقيقة الغربة الأولي: الغرباء الأولون كانوا يتميزون بالصدق العالي ، وكانوا يعلمون يقينًا أن الله
U ناصرهم ولذلك أقدموا علي الإيمان بالله سبحانه وتعالي ولم ينظروا إلي الأسباب المادية ، وكانت أسباب مادية مهمة لكن النظر إليها أحيانًا يضعف النفوس القوية وكثيرًا ما يفسخ عزائم الجماهير ، اليوم مثلًا عندما نأتي لقارن بين قوتنا وقوة خصومنا عندما أنا أقرأ مثلًا في الأخبار العسكرية وغير ذلك يقول: مثلًا اليهود عندهم مائتين وخمسين رأس ذرية ، وعندهم أكثر من ثلاث آلاف طائرة مقاتلة ، ولا أعرف كم طائرة هليكوبتر ، وعنده قنبلة ذرية وهيدروجينية ، وصواريخ بالستية ممكن تحمل رؤوس نووية ، وعنده كذا وعنده كذا ، وبعد ذلك عنده جواسيس ملئ الأرض ، وعنده قنوات فضائية وعنده مجلات وجرائد وعنده كذا وعنده كذا ، أنت ماذا لديك ؟!
عندما تفعل حسبة ببساطة شديدة تجد أنه لا تكافؤ مطلقًا بين عدونا وبيننا ، لدرجة أنه وأنا كثيرًا ما أقرأ في هذه الأخبار ، أقرأ في جريدة الأخبار حتى أستطيع أن أنزل النصوص علي الواقع فتستفيد الجماهير منها ، أنا لا أقول للجماهير كلها أجلسوا واقرءوا أي حاجة ، لا ، لا تقرأ الجماهير إلا ما يفيدها في عقيدتها ويمتن هذه العقيدة ، إنما قراءة كل مخططات الأعداء والكلام هذا ينبغي لمن يتصدرون للإصلاح أن يكونوا علي علم بها لأن العلم عبارة عن دليل ومناط ، اليوم أنا لدي دليل ، كيف أستخدمه ؟! ممكن يكون الدليل صحيحًا وأستخدمه في غير محله فيحدث فساد ، فمتى أعرف أناور ويكون عندي مناورة ؟! ، كيف أستطيع أن أخدع الخصم مثلًا وأستخدم حقي أنا أو أستخدم القرآن والسنة ؟! لابد أن أعلم الاثنين لذلك حتى ابن القيم في( إعلام الموقعين )يقول: لابد للمفتي أن يكون عالمًا بالواقع الذي يُسأل عنه : لأنه ممكن يضع الدليل في غير مكانه فيحدث فسادًا . فأنا كثيرًا ما أقرأ كل المخابرات تقريبًا قرأتها ، كل كتب الساسة والخبراء والدبلوماسيين والكلام ,أقرأها في أوقات عندما يكون عندي حموضة في نفسي لا أستطيع أن أبحث ولا أستطيع أن أقرأ في العلوم الشرعية ، أنت تعلم الإنسان يأتي له فترات ملل من الإحباطات المستمرة الموجودة في العالم والكلام هذا فأحيانًا لا أستطيع أن أقرأ ، لا أضيع شيئًا من وقتي علي الإطلاق عندي مكتبة كاملة للكتب السياسية وبعد ذلك أنا لا أصدق كل شيء يقال ، لكي لا أحد يتصور أن كل الذي يقال صح ، لا ، كل واحد يجمع الصورة علي حسب حبه وكراهيته لصاحب الموقف ، لكن أنا أخذ من كل هذه إرهاصات وأخذ منها إلماعات أقدر أتبين طريقي ، لو أنا نظرت إلي قوة أعدائنا وأن اليهود في دولة فلسطين عملوا حسابهم أن يهزموا كل الجيوش العربية مجتمعة كلها لو اجتمعت ، لو هم قاموا كلهم عل بعضهم عندها السلاح عدد سلاح ككم سلام تغلب كل الدول العربية مجتمعة ليس فرادي هم متخيلين هكذا ، فأنا لو نظرت إلي هذا أصاب بالإحباط فأنا أريدك أن تنظر إلي كل غزوات النبي
r وتذكر لي .
متى كان المسلمون يستوون مع عدوهم سواء في العدد أو في العتاد ؟! ولا غزوة حتى غزوة حنين التي قال فيها الصحابة: " لن نهزم اليوم من قلة" أتغلبوا فيها كان عدد أعدائهم أضعاف عددهم ، وفي غزوة مؤتة كان عدد الروم مائتين ألف والصحابة ثلاث آلاف فقط أي واحد أمام سبعين ، ومع ذلك الصحابة غلبوا .
ما الذي جعلهم يغلبوا ؟! هو الإيمان ، لذلك لا يصلح إطلاقًا إن أي حسبة لك في حياتك سواء كانت حسبة خاصة بك ، أو حسبة خاصة بالمجتمع الذي أعلي منك تخرج الإيمان إطلاقًا منها لأن الله هو مالك الدنيا والآخرة أنت عندك تسونامي الزلزال أو البركان الذي انفجر في قعر المحيط سخن ماء المحيط ، أنا أريد النظام العالمي الجديد وأريد العالم كله يأتي بالغاز والبوتاجاز والكهرباء والكلام هذا ويسخنوا ماء المحيط أو المحيطات ، لن يستطيعوا
هذا بركان خارج من تحت ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا ﴾ (الإسراء:59) سخن ماء المحيط ونحن رأينا وأنتم رأيتم الصور المياه تحمل الأتوبيسات كأن الأتوبيس ريشة وفي الشوارع أيضًا وتصل المياه للدور الخامس والسادس وهكذا هذا منكن ، وعندنا أيضًا الإعصارات التي دخلت علي أمريكا من كم سنة شردت الدنيا ومليارات الدولارات ذهبت علي الأرض.نحن نستطيع أن نهزم عدونا عندما نكون عبيدًا لله: نحن لا نستحق أن ننتصر ونحن في هذه الحالة وسنن الله الكونية لا تتخلف ,في سنن ثابتة لا تتخلف ولا يحاب بها أحد إطلاقًا أنظر نحن لدينا آيتين واحدة في سورة الأنفال وواحدة في سورة الرعد ، التي في سورة الأنفال ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ (الأنفال:53) وآية الرعد ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ (الرعد:11) أنا عندي في الآية اثنين (ما ،) وما هذه كما يقول علماء الأصول: من صيغ العموم ، أنا أريد أن أحذف ما وأضع مكانها معناها تكون ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ ﴾ ما هنا ، معناها ؟! إن الله لا يغير مصيبة أنزلها علي قوم ﴿ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا ﴾ أي حتى يرفعوا المخالفة التي بسببها نزلت المصيبة هذا قانون لا يتخلف ، ولذلك أمرنا أن ننظر إلي الأمم السابقة ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ ﴾ (الروم:42) لكي نعتبر ليس من الضروري أنا أذوق مرارة المر لكي أقول: نعم هو مر .
كان بعض السلف يقول: (اللهم لا تجعلنا عبرة ، واجعل لنا عبرة ).لا تجعلنا عبرة، ليس ضروري أن تجرب بنفسك ، ولا أن تذوق المر بنفسك، أنظر لغيرك، أنظر كيف هلك، ثم تجنب مواضع العطب .
سبب هلاك الأمم السابقة: هلكت بأشياء محددة ، يجمعها : مخالفة أمر الله ، وعصيان رسله,انتبه، إذا خالفت أمر الله
U ، إذا عصيت رسول الله
r ، إذن أن تعرف النتيجة، ماذا سيحدث لك,إذن
﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ ، هذه سنة ثابتة ، لكن نحن لا نستحق النصر بوضعنا الحالي، لأنه يخالف السنة الثابتة، والتي لا تتخلف،
﴿ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً ﴾ و
﴿ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً ﴾.
-أرجع إلى كلامي - الأسباب المادية : نجد أن العدو أقوى منا بكثير مادياً، ولكن الله
U مالك الدنيا والآخرة، وإنما يتنزل النصر من عنده ، كما يتنزل الرزق .
لو سألت أي واحد : أين الرزق في السماء أم في الأرض؟المغفل يقول : في الأرض لا الرزق في السماء، يتنزل كل يوم لصاحبه حتى لا يبقى له مثقال درهم ينفقه ليس له نفس يتنفسه، وليس له شربة ماء ، ولا لقمة يأكلها، إذن قضي أجله، لكن ما دام له أجل ينزل رزقه من السماء كما قال تعالى : ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴾.فكما أن الرزق يتنزل من السماء، كذلك النصر :قال تعالى:
﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ ﴾،(
ما) و(
إلا )من صيغ الحصر، كما يقول العلماء : النفي الاستثنائي يفيد الحصر، يعني النصر من عند الله وحده، لا عدد ولا عتاد ولا عدة، نعم هذا مهم فعلاً، وهو سبب من الأسباب،و لكن يتنزل النصر من عند الله
I.
أهمية الاعتبار بغزوة بدر:واعتبروا بوقعة بدر، وقعة بدر هذه ينبغي أن تدرس بعناية ، وألا نكف عن استخراج الفوائد الفرائد منها، لأن حالتنا اليوم تشبه ما كان عليه المسلمون الأوائل، يقول الله تعالى ممتنا على المسلمين في غزوة بدر :
﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ والذلة والقلة رفيقان أو صنوان لا يفترقان.
قليل يبقى ذليل، كما قال القائل: تُعيرنا أنا قليلٌ عديدُينا
فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ
قالت له : كم أنتم؟قال: لها المسألة ليست كم، المسألة كيف، الكرام قلة، لكن واحد كريم يساوي أمة من اللئام، بل ليس أمة بل أمم من اللئام، بل لا توضع الأمم اللئام أمام رجل كريم.القلة والذلة دائماً متشابكان:ربنا يقول
U:
﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾ الصحابة عندما خرجوا في غزوة بدر، خرجوا ليعوضوا بعض الخسائر المادية التي أذن الله
U في أخذها؛ لأن كل واحد هاجر من قريش ترك داره وترك عقاره وترك أرضه وترك تجارته، وهرب بجلده أو سافر وحيدا، هاجر وحيدا إلى النبي
r بالمدينة، ولما يأخذوا داره وعياله وعقاره ويذهب مُمْلقًا إلى النبي
r، فقيراً لا يملكن شيئاً،.
لما أحل الله U لأمة محمد صلي الله عليه وسلم الغنائم؟ يكون هناك تعويض لهؤلاء، فأباح الله
U لهم شيئاً حرمه على الأمم كلها من لدن آدم
u إلى زمن النبي عليه الصلاة والسلام .
فضل أهل بدر علي الأمة:فأهل بدر لهم فضل على الأمة كلها ، إلى أن تقوم الساعة، ذلك الله حرم الغنائم على كل نبي إلا النبي عليه الصلاة والسلام فأحلت الغنائم لنا إلى قيام الساعة، بفضل هذه الثلة الـ 314 فرد من الصحابة كان لهم بركة على مليارات من البشر إلى أن تقوم الساعة.
لهذا نحن نحفظ لهم حقهم الذي حفظه لهم رسول الله
r عندما قال :
«لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية »، وقال
r:
« لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ».الصحابة خرجوا للقاء عير قريش، أذن الله لهم في الغنائم، كما قال النبي
r في الصحيحين من حديث أبي هريرة :
« فلما رأى الله عجزنا وضعفنا أباحها لنا، وقال لم تحل الغنائم لسود الرءوس غيركم ».الصحابة جالسين، قال: سنخرج لنأخذ عير قريش ؟ فالصحابة قالوا نذهب لنأتي بالخيل والسلاح ولأمة الحرب، قال: لا ، سنذهب نأخذ العير ونرجع، فحامية العير أربعون رجلا، كل واحد معه سلاح خفيف، لكن فوجئ أبو سفيان وغيره إن الصحابة عددهم 314 و إذا التفوا على أربعين سيقضوا عليهم .. فأبو سفيان لما علم وأن الصحابة خرجوا لهم، استصرخ قريشا أنجدوا أموالكم والمسلمين سيأخذونها.
ولكن أبو سفيان استطاع أن يأخذ ساحل البحر ، ونجي، وأرسل إلى قريش وقال لهم: لقد نجوت ولا داعي لخروجكم ..طبعا تعست أمة رأسها أبو جهل، أبو جهل قال: لا نرجع.القصة ليس قصة عير ولا غيره، القصة قصة إرهاب للعرب: أننا لابد أن نعرف العرب أن أي واحد يرمش بطرفه هكذا نحن سنؤدبه، فنخرج ألف واحد ومعنا السلاح والجمال والتموين والزاد، ونذهب إلى عين بدر ، وتغنين القيان، ونشرب الخمر، - فتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدا- يريد يرعب كل من تسول له نفسه أن يقف لقريش يوما من الأيام,لكن غربت شمسه ولن تطلع مرة أخرى.
النبي
r خرج من الصحابة ليأخذ العير، العير هربت، أفلت أبا سفيان بالعير، والصحابة وجدوا أنفسهم بدون عير ولا شيء، ولكنهم وضعوا في موضع الحرب، وجدوا قريش أتت بألف رجل ومستعدة للحرب، لكننا لسنا مستعدين لحرب، وليس معنا سلاح، بدأ الصحابة يجادلون النبي
r لما قال لهم إننا سنقاتل، بدئوا يجادلون النبي عليه الصلاة والسلام، أن يرجعوا ، وأن العير فاتنا، ولا نقدر على النفير ، لكن الله
U أراد ذلك، وجمع بين المسلمين، وبين عدوهم على غير ميعاد,الصحابة لم يكن معهم إلا فرس واحد، فرس المقداد بن الأسود ، وبعض الروايات تقول ليس معهم شيء، خرجوا حُسراً لا دروع لهم، والكل يعلم أن الذي يدخل الحرب يضع على ذراعه لباس من حديد، وإلا قطعت يده مع ضربة سيف، خرجوا حسراً ليس معهم خوذة ؛ ليضعها على رأسه ليحميها، ولا لأمة الحرب التي يلبسها على ذراعه، وقريش جاءت تلبس الخوذ والدروع ومستعدين للحرب، والنبال والسهام والخيول وكل شيء..
فليس هناك تكافؤ بين العدو وبين المسلمين:وأيضًا هناك شيء آخر ممكن يتسبب في هزيمة المسلمين، كما قال تعالى :
﴿ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ﴾.﴿ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا ﴾ العدوة الدنيا : أرض خبار رمل، تسوخ فيها الأرجل ويُمشى فيها بتعب ومشقة، ولما تريد أن تمشي على رمل تغوص رجل فيها ولا تستطيع أن تجري، فتخيل أن تركب فرسا والأرض خبار تحتك، كلها رمل ، كيف ستقاتل؟
﴿ وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى ﴾ العدوة القصوى : المكان الذي كانوا نزلوا فيه أرض صخرية، يستطيع أن يضرب ويجري ، وأنا إذا أردت أن أضربه غرز الخيل في الرمل.
لما أنزل الله
U المطر؟﴿ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ﴾ : يعني قريش عندها سبب مادي تستطيع أن تقاتل دونه وهو حماية العير، لكن المسلمين عن ماذا يقاتلون ؟ كلها أشياء معنوية، ليدخلوا الجنة، لكي يرضى عنهم ربهم، حتى الأرض لم تكن في صالح المسلمين، لأجل هذا أنزل الله
U المطر ليثبت الأقدام، لما ينزل المطر على الرمل يصبح أقوى ومع السير عليه يصبح كالصخر.
وجمع الله بينهم وبين عدوهم على غير موعد,:فالنبي نظر إلى الكفة ، فلم يجد إلا الدعاء، فجعل يدعوا الله
U ويجأر إليه، ويبالغ في رفع يده مستسلما لربه تبارك وتعالى، ويقول:
« اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم هذه قريش جاءت بخيلها ورجلها تحآدك وتحآد رسولك ». ونظر إلى أصحابة وقال:
« اللهم إنهم جياع فأطعمهم، اللهم إنهم عراة فأكسهم، اللهم إنهم عالة فأحملهم ، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد في الأرض »، والنبي
r رفع يديه -كما قلت- وبالغ
rفي رفع يديه حتى سقط البُردُ من على منكبه، فأخذ أبو بكر
t بمنكبيه وقال يا رسول الله، بعض مناشدتك ربك ، فإنه منجز لك ما وعد.
تبسم النبي
rوقال : هذا جبريل نزل على ثناياه النقع،
﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾ ..في قوله تعالى :
﴿ وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى ﴾ المؤتفكة هم قرى قوم لوط
المؤتفكة: المنقلبة، وورد في بعض الأخبار أن جبريل
u رفع قرى قوم لوط حتى سمعت الملائكة في السماء نُباح كلابهم، انظر أين السماء؟ رفع القرى إلى هذا البعد وقلبها وتركها تسقط على الأرض، هذا جبريل
u وحده، ولو ستمائة جناح، حمل قرى قوم لوط -كما في بعض الأخبار الإسرائيلية- القرى كلها بجناح واحد من الستمائة.. ونقول هذا الكلام حتى إذا قرأت قوله تعالى
﴿ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ ﴾ الملائكة:جمع ملك ،وليس جبريل وحده، لكن معه جيش ،
﴿ أَنِّي مَعَكُمْ ﴾.
فلا يمكن يغلب المسلمون على الإطلاق إذا كان رب العالمين معهم، الملائكة معهم.ولهذا نرجع فنقول : إن حالتنا الآن في القلة والذلة تشبه إلى حد كبير الحالة التي كان فيها الغرباء الأولون.
الفارق بيننا وبين حال المسلمين الأول:لكن الفارق بيننا وبينهم، والذي جعلهم ينتصروا وهم قلة وأذلة، وبيننا ونحن مليار وأربعمائة مليار، الفرق بيننا وبينهم : الإيمان,هذا الفرق بيننا وبينهم، ولهذا لما يسألني أحد :