ناشدتك الرحمن يا قارئاً .... أن تسأل الغفران للكاتب
موضوع: الداعية لا يزكي نفسه عند الناس الأحد سبتمبر 26, 2010 5:59 pm
[center] [center][size=21]على الداعية ألا يزكي نفسه عند الناس، بل يعرف أنه مقصر مهما فعل، ويحمد ربه سبحانه وتعالى أن جعله متحدثا إلى الناس، مبلغا عن رسوله صلى الله عليه وسلم، فيشكر الله على هذه النعمة، فإن الله قال لرسوله صلى الله عليه وسلم: "وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا" [النور: الآية 21]، وقال له في آخر المطاف بعد أن أدى الرسالة كاملة " إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا" [سورة النصر].
قال أهل العلم: أمره أن يستغفر الله فلا يأتي الداعية فيزكي نفسه، ويقول: أنا آمركم دائما وتعصونني! وأنهاكم ولا تمتثلوا نهيي! وأنا دائما أقول، أو أنا دائما أحدث نفسي إلى متى تعصي هذه الأمة ربها؟!
فيخرج نفسه من اللوم والعقاب، وكأنه بريء!! فهذا خطأ. بل يجعل الذنب واحدا، والتقصير واحدا، فيقول لهم: وقعنا كلنا في هذه المسألة،وأخطأنا كلنا، فما نحن إلا أسرة واحدة، فربما يكون من الجالسين من هو أزكي من الداعية، ومن هو أحب إلى الله وأقرب إليه منه!
عدم الإحباط من كثرة الفساد والمفسدين
[color=slategray]ينبغي ألا يصاب الداعية بالإحباط، وألا يصاب بخيبة أمل، وهو يرى الألوف المؤلفة تتجه إلى اللهو، وإلى اللغو، والقلة القليلة تتجه إلى الدروس والمحاضرات، فهذه سنة الله في خلقه "وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا" [الأحزاب: الآية 62]. فإن الله ذكر في محكم تنزيله أن أهل المعصية أكثر، وأن الضلال أكثر وأن المفسدين في الأرض أكثر، فقال:"وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" [سبأ: الآية 13] .. وقال: "وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ"